تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

للحقيقة وجه أخر..شكراً مصر

٠٨:١٣ ٢٧-٠٤-٢٠٢٣
text to speech
  • ٠

    تعليق

  • ٠

    إعجاب

منذ بداية الحرب اللعينة في بلادي ، وأنا لم أكتب حرافاَ واحداَ.. وذلك بطلب من انسان عزيز جدا قال لي بالحرف: "خديجة ما تكتبي اي حاجة".. إستجبت لطلبه بحكم الود الذي بيننا وتقديراَ له، وكنت سعيدة جداَ بهذه الكلمات التي ذكرتني حديث والدي أطال الله في عمره، عندما تم قبولي بالجامعة قال لي "يا بتي ابعدي من السياسة" .. ولم يقل لي شيئا بعدها فعملت بنصيحته رغم أنني درست في جامعة كلها منابر سياسية بعدت نفسي جدا منها !
ومن هنا اقول لذلك الشخص: اعذرني لكتابة هذه الكلمات التي لن تفي مصر حقها، كما لم أستطع السيطرة على قلمي بعد الذي فعلته مصر من أجل وطني الجريح الذي اتمنى له التعافي .
هناك دول وقف السودان إلى جانبها في حالة السلم والحرب.. ولكنها أغلقت حدودها منذ الوهلة الأولى للحرب!
بينما مصر فتحت كل الأبواب أمام الشعب السوداني وقفت معنا وقفة إخوة من أم وأب .. ولم تخذلنا ، وما فعلته مصر لن اتوقع ان يفعله السودان حال كانت هذه الحرب فيها.. لا قدر الله !
شهادتي في مصر مجروحة جدا، ومهما كتبت فسيقولون من حبي لها، ولكني أكتب هذه الحروف بكل حيادية، وجردت نفسي تماما من كوني أحب مصر، كما أحب السودان كي اكتب بكل صدق، لا يوجد دولة في هذا الوقت فعلت حتى لو قليلا ما قامت به مصر، فهي فعلت الممكن، وكل المستحيل لإستقبال السودانين، وسهلت لهم أمر تأشيرة الدخول من المعابر، واستقبلتهم افضل استقبال، وما لا يعلم الجميع فإن مصر فتحت باب استيعاب طلاب المرحلة الابتدائية والثانوية بكل مدارسها،لإجراء الامتحانات النهائية لهم حتى لا يتضرر الطلاب العام المقبل، هل كنا سنفعل ذلك مع مصر؟!

 جميع الدول تعلن وقوفها إلى جانب السودان ، وهذا مجرد حديث على وسائل الإعلام.. لكن مصر الوحيدة التي طبقت ذلك على أرض الواقع! 

فمنذ تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد .. هاجر ملايين السودانين إلى مصر، وقمت بإجراء اكثر من ثلاث تحقيقاَ استقصائياَ بمصر والسودان لمعرفة أعداد الجالية هناك، وتبين ان العدد تجاوز 12 مليون سوداني، بجانب هجرة الآلاف يوميا بواقع 40 رحلة يومية .. بحسب غرفة الباصات السفرية، كما ذكرتُ سابقا؛ بأنني أتوقع وبعد ثلاث سنوات ان تصبح مصر "سو ـ مصرية" لأن كل شوارعها لا تخلوا من سودانيا.. فشكرأَ مصر.

وصلتني كثير من الدعوات للخروج من الخرطوم أنا وأسرتي من مختلف ولايات السودان ، ولكن الدعوات من أخوتي وأساتذتي المصريين كانت أكثر.. اعتذرت للجميع لأنني على قناعة بأن الله سيوقف هذه الحرب التي شردت الملايين كما أنني واذا ضاق بي الحال سألجأ لدولتي الثانية مصر!

عند مباراة الهلال "السوداني" والأهلي "المصري" حدثت كثير من الاشكالات من قبل أفراد سودانيين ومصريين وكثير من مستخدمي وسائط التواصل الاجتماعي كانوا يطالبون بقطع العلاقات بين البلدين، فكنت اقول دائماَ "كورة شنو اللي بتهدم علاقة بلد" !

الجزئية السابقة ليس لها علاقة بموضوع المقال؛ ولكني أود أن اثبت لهؤلاء بأن لا شيء يمكن أن يؤثر على علاقة البلدين مهما فعلتم! 

فالعلاقات السودانية المصرية تاريخية ، ونعم كانت دائرة في حلقة صعود وهبوط.. وفي فترة ما إفتقدت خاصية الاستقرار والتطور؛ بأسباب على مستوى السياسات وغيرها، إلا أن القاعدة  الأساسية في هذه العلاقات أنها ذات خصوصية، وكل الدول لديها علاقات ذات خصوصية، ولكن العلاقة بين مصر والسودان حتمية المصير المشترك، وهذا هو الفرق بين خصوصيات السودان مع مصر والدول الأخرى ، وكيفية وضع العلاقة بهذه الخاصية تتطلب إرادة ثابتة لأنها علاقة أصبحت فوق إدارة العلاقة العادية تتمتع بإرادة قوية جداً.. لأن ما يخدم مصالح السودان يكون في مقدمة أولويات مصر.

شكرأَ جميلا أنيقاَ مصر .. وشكراَ جميلاَ للحكومة المصرية.. التي بذلتْ وما زالت تبذل قصارى جهدها للوقوف مع السودان.. وشكراَ جميلاَ للشعب "المصري ـ السوداني" وان شاء الله "نردها ليكم في السمح"

  • ٠

    مشاركة

  • |
  • ٠ إعجاب

  • حفظ

٠ تعليق

هل تريد إضافة تعليق ؟

إقرأ أيضا

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية