تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
إنذار من السودان (2)
لا أعتقد أننى أبالغ إطلاقا فى إصرارى اليوم ـ وربما فى أيام أخرى لاحقة على متابعة التطورات شديدة الخطورة التى تتوالى بسرعة فى جنوب مصر ، فى السودان الشقيق !
إن التداخل والتفاعل بين بلدينا ، فى وادى النيل ، أعمق وأشمل بكثير مما يظن البعض .
إن مصر هى بالقطع أكثر البلاد تأثرا بما يحدث هناك، بما لا تقاس به أى دولة أخرى على الإطلاق!
والتواصل بين بلدينا يتم بكثافة بكل الطرق الجوية والبحرية والبرية ، بل وأيضا من خلال قوافل الجمال التى تعبر الصحارى شمالا إلى مصر، عبر حدودنا البرية المشتركة التى تمتد بطول 1276 كيلو مترا.
ووفقا لبيانات السفارة السودانية بالقاهرة يتجاوز عدد السودانيين بمصر خمسة ملايين مواطن سودانى، فضلا عما يزيد على 20 ألف طالب سودانى، يعفون من 90% من رسومهم الدراسية.
ووفقا لما قرأته على موقع مورنينج نيوز يسافر إلى مصر شهريا 37 ألف سودانى ، عبر 25 رحلة يوميا. إننى لا أقصد هنا أى إشارة لأى دعوة لوضع أى قيود على الوجود السودانى فى مصر، فهو وجود كان، وينبغى أن يظل مرحبا به تماما وسط أشقائهم فى وادى النيل، ولكنى فقط أنبه إلى مايمكن أن يترتب على التهديد الدامى الجارى اليوم بكل عنف وضراوة فى السودان لحكم رئيس مجلس السيادة السودانى، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، من جانب قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (الشهير بحميدتى!) من تداعيات شديدة الخطورة، ليس فقط علينا، وإنما على كل البلاد ذات العلاقات الخاصة بالسودان.
إننى أكتب هذه الكلمات وأنا أستمع إلى نبأ إغلاق الولايات المتحدة سفارتها فى الخرطوم، وأعتقد أنها سوف تكون غالبا مقدمة لتصرفات مماثلة سوف تحدث من جانب دول أخرى .
وفى هذا السياق لن يلوم أحد الدولة المصرية على توخى الحذر فى استقبال الفارين من الصراع الدموى الجارى فى الخرطوم. حفظ الله السودان الشقيق، وحمى الشعب السودانى من مخاطر جسيمة محدقة بدماء أبنائه، وقدراتهم وثروة بلدهم!.
Osama 1947@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية