تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

قصص قصيرة من أنوار السيرة

ونحتفل بمولد الحبيب المصطفى وكل عام وأنتم بخير.. إنه الرحمة المهداة.. أرسله الله رحمة للعالمين.. وبهذه المناسبة نبدأ فى سلسلة قصص من أنوار السيرة المحمدية.. هى قصص قصيرة نستخرج منها دروساً وعبراً لعلها تفيد، فى خضم هذه الحياة التى نعيشها.. ونحن أحوج ما نكون إلى السيرة العطرة ودروسها فى كل وقت وحين.

قصة البداية
قصص قصيرة من أنوار السيرة تبدأ بقصة البداية وهى قصة خروج سيدنا إبراهيم عليه السلام بولده إسماعيل وأمه هاجر إلى مكان بعيد ليس فيه زرع ولا ماء.. وفى هذا المكان كانت مكة المكرمة.. وفى هذا المكان الطاهر ولد الحبيب المصطفى  صلى الله عليه وسلم ــ وكأن قدوم هاجر وولدها إسماعيل كان من أجل هذا الحدث العظيم فقد أمره الله سبحانه وتعالى بأن يأخذ ولده وزوجته هاجر إلى هذا الوادى بجوار قواعد البيت المحرم.. ليكون هذا المكان جاذباً لقبيلة جرهم اليمنية فتستقر فيه.. ويتزوج إسماعيل من إحدى بنات القبيلة.. وهكذا تبدأ العرب المستعربة حيث تعلم إسماعيل لغتهم وهو مازال صبياً صغيراً.. ويجيد العربية ويكون نسله بعد ذلك هم العرب ومنهم قريش.. حتى يكون مولد الحبيب المصطفي.

قصة هاجر وإسماعيل لم تكن مجرد قصة عادية بل دروس وعبر ففى هذا الوادى الذى وصفه الله بأنه غير ذى زرع ولا ماء.. وفى هذا المكان القفر ترك سيدنا إبراهيم ولده وزوجته وحدهما بقليل من الزاد وقليل من الماء..
فسألته: آ الله أمرك بذلك؟
قال نعم..
قالت إذن لن يضيعنا..
وهكذا تكون الثقة بالله واليقين فى الله.. فمهما كانت المقدمات غير سارة ثق فى الله وكن راضياً بما قسم الله وستكون النتائج رائعة حيث كان هذا المكان أقدس بقاع الأرض وفيه الكعبة وأول بيت وضع للناس حيث أمر الله سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل ببناء البيت واقامة القواعد.. ليكون أول بيت للناس وكان هدفاً لحج الجميع حتى جاء الإسلام فكان الحج وشعائره من أهم شعائر الإسلام لمن استطاع إليه سبيلاً!!

وفى هذا المكان الذى لم يكن فيه حياة.. كانت قواعد البيت على هضبة يمر السيل حولها ولا يأتيها.. حتى أمر الله برفع القواعد وكان البيت ومقام إبراهيم!!
قصة إسماعيل طويلة وممتدة ولها دروس عديدة وعبر ولكن لابد أن نعى أن سيدنا محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ كان من نسل إسماعيل وذكر العلماء «15 جداً» من نسل إسماعيل حتى وصلوا إلى الجد الأكبر عدنان الذى كان من نسله سيدنا محمد.
وقد دعا سيدنا إبراهيم ربه وهو يترك ولده وزوجته فى هذا المكان وقال: «ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهدى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون».

وبعد أن نفد الماء من أمنا هاجر وبكى ابنها الرضيع قامت لتبحث عن ماء أو زرع أو أى مخلوق.. فصعدت على جبل الصفا وأخذت تنظر منه هنا وهناك لعلها تجد شيئا فلم نجد.. فهبطت منه وصعدت على جبل المروة وكررت ذلك سبع مرات ولكن بلا جدوي.. وهنا كانت رحمة الله التى وسعت كل شيء فأرسل الله ملكا يفجراً الأرض من تحت قدمى إسماعيل ليرتوى هو وأمه واستجابة لدعوة إبراهيم ولخوف هاجر على الماء جمعت التراب حوله ويقول الحبيب المصطفى «رحم الله ام اسماعيل لو تركت زمزم لكانت عينا معنيا».
وعاد سيدنا إبراهيم إلى المكان الذى ترك فيه ولده صغيرا وقد كبر بعض الشيء وقال له: إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فأنظر ماذا تري؟ امتثل إسماعيل لأوامر ربه وقال: يا ابت افعل ما تؤمر ستجدنى ان شاء الله من الصابرين.. بعدها جعل إبراهيم وجه ابنه اسماعيل تجاه الارض ومر بالسكين على رقبة اسماعيل لكنها لم تذبحه وناداه رب العزة: آن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزى المحسنين.. ونزل الملك بأمر ربه ومعه الفداء وهو كبش عظيم وهنا كان سيدنا اسماعيل الجد الاكبر لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الذبيح الاول.. وكان الذبيح الثانى هو ابوه عبدالله بن عبدالمطلب.
وعاش سيدنا اسماعيل فى مكة مع قبيلة جرهم الذين استأذنوا امه هاجر فى العيش معهم فاشترطت عليهم ان الماء «أى زمزم» لا حق لهم فيها وان يكون ابنها اسماعيل سيدا للمكان بعد ان يكبر.. وكان ذلك ما حدث فعلا.. وتزوج اسماعيل فى هذه القبيلة اكثر من مرة.. وجاء ولده وتناسلوا حتى كان قريش.
وقريش تنتسب إلى نبى الله اسماعيل وتنتسب قريش إلى النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن نضر بن نزار بن مصر بن عدنان وينتسب عدن إلى سيدنا اسماعيل وبينهما حوالى 15 جدا ولكن هؤلاء مختلف فيهم ولكن لاخلاف مطلقا فى ان عدنان من ولدا اسماعيل.. ويقال ان المنضر بن كنان هو قريش الاكبر.. وان فهر بن مالك بن النضر بن كنانة هو قريش الاوسط.

وكان القرشيون متفرقين فى ظاهر مكة حتى عاد اليها قصى بن كلاب «الذى سمى بقريش الاصغر» حيث جمعهم واسكنهم فى مكة بعدما اخرج منها قبيلة خزاعة وبطون قريش هم بنو عبد مناف بن قصى ومنهم بنو هاشم وفيهم النبوة وهى آل بيت النبى محمد الذين تحرم عليهم الصدقات ومعهم فى ذلك بنو المطلب بن عبد مناف من بطونها ايضا بنو عبد شمس بن عبد مناف ومن هؤلاء بنو أمية وكان لهم السيادة على قريش قبل الاسلام ومنهم ايضا بنو أسد بن عبدالعزى بن قصى ومنهم السيدة خديجة أم المؤمنين رضى الله عنها والزبير بن العوام الصحابى الجليل ومنهم ايضا بنو عبدالدار ولهم الحجابة والسداد وحمل لواء الحرب وغيرهم الكثير يصل إلى حوالى العشرين بطنا فى بطون قريش.
...
كانت هذه المقدمة ضرورية ونحن نستعد لقصص فى انوار السيرة حتى نتعرف على مكة كيف بدأت وكيف أصبحت حتى كانت فى استقبال الحبيب المصطفى «صلى الله عليه وسلم».. وإذا كنا نتحدث عن قريش فلابد أن نشير فى سطور إلى قصى بن كلاب الذى أعاد ولاية البيت الحرام إلى قريش حيث انتزع ذلك من خزاعة التى كانت لها السيادة على مكة.. فعندما مات كلاب أبو قصى تزوج أمه ربيعة بن حرام من غدره الذى خرج بها وبابنها من مكة إلى بلاده.. وعندما كبر قصى عاد إلى مكة وهو شاب فتزوج ابنة رئيس خزاعة خليل بن حبشية واسمها حبي.. وعندما شعر خزاعة بالموت أوحى لزوج ابنته بولاية البيت مشيراً إلى كثرة نسله من ابنته ، وقال له: أنت أحق بذلك من غيرك.

وكان قصى سيداً رئيساً مطاعاً فى قومه وجمع قريش من متفرقات مواضعهم فى جزيرة العرب واستعان بكثير من بطون وقبائل العرب على حرب خزاعة واجلائهم عن البيت وتسيلمه إلى قصى وبعد حروب طويلة لجأوا إلى التحكيم وتحاكموا إلى يعمر بن عوف بن كعب فحكم بأن قصى أولى بالبيت من خزاعة فتولى قصى أمر البيت وأمر مكة وكان ملكاً على مكة وكانت له الحجاية والسقاية والرفادة والندرة واللواء وأعاد الحق إلى أصحابه وقصى هو الجد الثانى لعبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وعبد المطلب اسمه شيبة بن هاشم أى أنه الجد الرابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. وقصة شيبة أو عبد المطلب قصة أخرى تبدأ بزواج هاشم بن عبد مناف بامرأة فى يثرب «المدينة المنورة» فأنجب منها طفلاً هو شيبة وبعد موت عبد مناف قرر شقيقه المطلب ان يسافر إلى يثرب ويعود بابن أخته.. وعندما عاد وهو يركب الناقة خلفه قال الناس لقد عاد المطلب ومعه عبده واسموه عبدالمطلب وبرغم أن القوم علموا أن شيبة بن عبد مناف إلا أن اسم عبدالمطلب هو الذى ذاع بينهم وأصبح الاسم المعلوم للجميع وليس شيبة.
..
ولعبد المطلب قصة أخرى فى تاريخ القصص القصيرة لأنوار السيرة المحمدية تذكرها فى العدد المقبل إن شاء الله إن كان للعمر بقية.
همس الروح
اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد ويا منجز الوعيد ويا من هو كل يوم فى أمر جديد أخرجنا من حلق الضيق إلى أوسع الطريق بل ندفع مالا نطيق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
نحتاج إلى عامين لنتعلم الكلام ونحن صغار.. ونحتاج لأعوام لنتعلم الصمت ونحن كبار.
من كان الحياء ثوبه.. ستر الله عيبه.
من غاب عنك وأنت فى حاجة إليه.. فليغب إلى الأبد.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية