تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : مشروبات التخسيس.. رشاقة سريعة أم خطر صامت يهدد صحتك
source icon

سبوت

.

مشروبات التخسيس.. رشاقة سريعة أم خطر صامت يهدد صحتك

كتب:مروة علاء الدين 

 في سباق الوصول إلى "الجسم المثالي"، تتجه أنظار كثيرين إلى حلول سريعة ومشروبات تروج لها مواقع التواصل الاجتماعي على أنها "وصفات سحرية" لفقدان الوزن،  من شاي البقدونس إلى مزيج القرفة والزنجبيل، انتشرت وصفات يقال إنها تذيب الدهون وتخلص الجسم من الوزن الزائد في وقت قصير، لكن خلف هذا الوعد البراق، تقبع أضرار صحية خفية قد تجعل من هذه المشروبات وسيلة خطرة على الصحة، لا وسيلة للرشاقة، وهذا وفقاً لتحذيرات عدد من الاستشاريين والمتخصصين في التغذية.

خسارة السوائل.. لا الدهون
يحذر الدكتور عصام طاحون، استشاري التغذية وأمراض السمنة، من الاعتماد على مشروبات مثل شاي البقدونس أو الكرفس كوسيلة يومية لخسارة الوزن، موضحاً أن هذه المشروبات تعمل كمدرات للبول، فتؤدي إلى فقدان مؤقت للماء وليس للدهون، وهذا ما يظهر سريعا على الميزان، لكنه وهمي ومضلل، إذ يعوض الجسم هذه السوائل فور تناول الطعام أو الشراب.

ويضيف أن الاستخدام غير المراقب لتلك المشروبات قد يؤدي إلى خلل في توازن المعادن والسوائل بالجسم، ما يسبب أعراضاً مزعجة مثل الدوخة والتقلصات العضلية، وقد يصل الأمر إلى اضطراب في وظائف القلب أو الكلى، خصوصا لدى أصحاب الأمراض المزمنة.

المشكلة في الإفراط
ويشدد د. طاحون على أن مكونات مثل الكرفس أو البقدونس ليست ضارة في ذاتها، بل قد تكون مفيدة ضمن نظام غذائي متوازن، إلا أن الإفراط في تناولها بشكل يومي ومكثف يجعل الجسم عرضة للجفاف والضعف العام، وهو ما يفوق أي نتيجة مرجوة من فقدان الوزن السريع.

حقيقة المشروبات الشائعة
وتتفق الدكتورة منال عز الدين، الباحثة في معهد تكنولوجيا الأغذية وعضو اللجنة الإعلامية بمركز البحوث الزراعية، على أن هذه المشروبات لا تحرق الدهون كما يشاع، بل تقتصر على التخلص من الماء الزائد، مما قد يفقد الجسم عناصر حيوية مهمة.

وتوضح تأثيرات بعض المشروبات الشائعة:

- شاي البقدونس: مدر قوي للبول، يفيد الكلى ويحتوي على مضادات أكسدة، لكن الإفراط فيه قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم واضطراب البوتاسيوم.
- شاي الكرفس: غني بالألياف ومضادات الالتهاب، لكنه قد يسبب الجفاف ونقص الصوديوم عند الاستهلاك الزائد.
- مغلي الشعير: يُستخدم كمطهر للمسالك البولية، لكن كثرة تناوله قد تخل بتوازن المعادن، خاصة لمرضى القلب.
- شاي الهندباء: يساعد على نشاط الكبد، لكنه قد يسبب حساسية أو انخفاضاً حاداً في ضغط الدم لدى بعض الحالات.
- القرفة والزنجبيل: يعزز الأيض ويزيد التعرق، لكن الجرعات الزائدة قد تؤدي إلى اضطرابات في المعدة أو ضربات القلب.
- مغلي قشور الرمان أو البرتقال: يستخدم لتقليل الشهية، لكنه قد يرهق الكبد عند الإفراط بسبب مذاقه المر الذي يدفع البعض لتكرار تناوله.

أضرار محتملة ومخاطر صامتة
تشير د. منال إلى أن الاستخدام المتكرر لهذه المشروبات دون إشراف طبي قد يؤدي إلى الجفاف واختلال في توازن الإلكتروليتات، خاصة البوتاسيوم والصوديوم، وهو ما يؤثر سلباً على القلب والعضلات ووظائف الكلى.

وتحذر من أن الرهان على مشروب صباحي لتغيير وزن الجسم هو مغامرة غير محسوبة، لا سيما عندما يترافق مع ترويج خاطئ بأنها بدائل آمنة للأنظمة الغذائية.

بدائل صحية وآمنة
بدلًا من اللجوء إلى مشروبات مدرة للبول، توصي د. منال باتباع خطوات صحية مستدامة، منها:

- شرب كميات كافية من الماء يومياً، ويمكن إضافة شرائح الليمون أو النعناع لتحسين الطعم وتعزيز الهضم.
- إدخال الخضروات الغنية بالألياف والماء مثل الخيار والكوسة في الوجبات.
- تقليل تناول الملح لتجنب احتباس السوائل.
- ممارسة رياضة خفيفة ومنتظمة مثل المشي لتحفيز الدورة الدموية وتحسين التمثيل الغذائي.

وتؤكد أن فقدان الوزن الحقيقي لا يتحقق في أسبوع، بل من خلال أسلوب حياة متوازن يعتمد على التغذية الصحية والنشاط البدني والمتابعة الطبية.

دراسات تكشف الواقع
وفي هذا السياق، تشير دراسة منشورة في مجلة العلوم الصيدلية التطبيقية (JAPS) عام 2023، إلى أن 56.76% من الصيادلة المجتمعيين لاحظوا استخدام مدرات البول من قبل أفراد لا يعانون من أي أمراض، في حين أقر 81.82% من المستخدمين بعدم استشارتهم لأي طبيب، وهو ما يعكس ضعف الوعي العام بمخاطر هذه المواد.

أما مؤسسة Inside Out Institute الأسترالية المتخصصة في اضطرابات الأكل، فتحذر من أن الاستخدام المتكرر لمدرات البول بهدف فقدان الوزن قد يقود إلى اعتماد نفسي وجسدي، وقد يدفع الجسم إلى رد فعل عكسي يتمثل في احتباس السوائل بدلا من التخلص منها، مما يزيد من تعقيد رحلة فقدان الوزن.

وأخيراً، الطريق السريع نحو الرشاقة قد يكون محفوفا بالمخاطر، والمشروبات التي تبدو "طبيعية وآمنة" قد تتحول إلى عبء صحي صامت. 
فهل تستحق بضع دقائق على الميزان أن تعرض صحتك للخطر؟ الإجابة تبدأ من وعيك، واختيارك لما هو أفضل لجسمك على المدى الطويل.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية