تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : لغز حيّر العلماء.. قرص "سابو" يُثير أزمة في الأوساط العلمية الأثرية
source icon

سبوت

.

لغز حيّر العلماء.. قرص "سابو" يُثير أزمة في الأوساط العلمية الأثرية

كتب:ياسر علي

منذ القِدم والحضارة المصرية لا تتوانى عن إثارة الدهشة، وتفرض حوارًا مستمرًا حول براعتها، وروعتها، وغموضها أيضًا، ولعل "قرص سابو"، المعروض في المتحف المصري بالتحرير،  أبرز القطع المصرية القديمة غموضًا، والتي أثارت حوارًا وجدلًا كبيرا منذ العثور عليها، وما زال القرص حتى الآن مثارًا للجدل والحوار.

الأمير سابو

الأمير سابو، الذي أطلق اسمه على القرص، هو أحد أمراء الأسرة الأولى؛ والده الملك "عج إب" الملك الخامس بالأسرة الأولى، وجدّه الملك "دن" وقد تولى إدارة بعض الأقاليم أثناء فترتي حكم والده وجده، وعثر على القرص عالم المصريات البريطاني والتر براين إمري، عام 1936م، وعثر على القرص في مقبرة "سابو"، ومن هنا جاءت شهرة الأمير، نظرًا لغرابة القرص الموجود بمقبرته، وإثارته للكثير من الجدل العلمي.

عمره 5 آلاف سنة

علي أبو دشيش، خبير الأثار المصرية وعضو اتحاد الأثريين، قال إن "قرص سابو" المعروض بالمتحف المصري بالتحرير، يرجع عمره لأكثر من 5 آلاف عام، علاوة على كونه أغرب القطع الأثرية الموجودة في العالم، نظرًا لعدم معرفة المُتخصصين ماهيته، وفيما يُستخدم؟ علاوة على قرب الشبه بينه وبين المروحة المنزلية، وتناولته العديد من النظريات الغربية بالدراسة والبحث في محاولة للكشف عن هدفه الحقيقي، ووصل بعضهم لأنه طبق فاكهة أو حامل شمع".

مواصفات قطعة فريدة

الدكتور أحمد بدران أستاذ الحضارة المصرية القديمة، تحدث عن تفاصيل العثور على القرص قائلًا: عُثر عليه داخل مقبرة "الأمير سابو" بسقارة عام 1936، ويبلغ قطره 610 مليمترات، بينما يبلع ارتفاعه 104 مليمترات، ووُجد هذا القرص أثناء العثور عليه مكسورا إلى أجزاء، في غرفة المقبرة، وكان هناك بالإضافة إلى القطعة الأثرية الغامضة مجموعة واسعة من الأواني والسكاكين الحجرية، والسهام، وبعض الأدوات النحاسية وبقايا من الأطباق الصخرية، غير أنه تركيبه تم بصعوبة، لكن ظلت وظيفته مجهولة - وما تزال - فلم يعرف أحد بعد ما هو الغرض من صناعة هذا القرص!

آلة ميكانيكية!

أثناء اكتشافه، اعتبره البعض، زهرية أو مبخرة، أو أداة من أدوات الزينة، أو من أدوات الطقوس الشعائرية، غير أن هذا التفسير لم يرض البعض، فاقترحوا أن يكون القرص عبارة عن آلة من آلات دفع المياه بطريقة ميكانيكية؛ حيث إنهم اعتبروا أن الشكل المنحوت به القرص والمقاييس الدقيقة الموجودة به كانت قادرة على العمل على ضخ المياه وإزاحتها والعمل على دفعها بشكل دقيق.

آلة نسج الخيوط!

واعتبر آخرون القرص أبسط من ذلك التعقيد السابق بكثير، فما هو إلا آلة لجمع ونسج الخيوط، حيث اعتبروا أن الفصوص الثلاثة بالقرص كانت تستخدم لتثبيت خيوط من الحرير أو جدل الحبال، وعندما يُدار القرص، فإنه ينسج الخيوط الثلاثة في خيط واحد، مما يخلق حبالاً أكثر سمكا، لكن هذه النظرية ضعيفة، كما لم يكن المصريون ليبذلوا كل هذا الجهد في هذا القرص من أجل عملية نسج الخيوط.     

حيرة العلماء

ظهرت أمام المؤرخين الكثير من علامات الاستفهام – والحديث مازال لـ"بدران" - التي قد تغير من فهمنا للتاريخ. على سبيل المثال، ما هو الغرض من قرص سابو؟ ويشير العلماء، إلى أن القرص يكاد يكون عجلة، لأنها أول ما ظهرت في مصر القديمة كان في عام 1500 ق.م في عهد الأسرة الثامنة عشر. ولكن إذا ثبت أن القرص عجلة، فهذا يعني أنه ظهر في مصر حوالي 3000 قبل الميلاد، وهناك اقتراح آخر وهو أن استخدام مثل هذه العملية المعقدة والحساسة يعني أن الموضوع كان متعلقاً بطقوس أو كان له أهمية دينية.

قاعدة مصباح زيتي

ووفقاً لخبراء آخرين، فإن القرص يمكن أن يكون قاعدة لمصباح زيتي. ومع ذلك، فقد تعرض هذا الطرح لانتقادات لأنه كان من المستبعد أن تستخدم مثل هذه المصابيح في مصر القديمة، وبالتالي فإن شكل شفرات القرص تدل على أنها كانت تستخدم لأغراض محددة وظيفية وليست للزينة. ويرى عالم المصريات سيريل ألدريد، فإن شكل القرص يشير إلى أنه مُلحق لقطعة معدنية هي أقدم من القرص الذي تم العثور عليه.

سؤال بدون إجابة

السؤال الذي يطرح نفسه لماذا صنع المصريون القدماء مثل هذه القطع المعقدة منذ خمسة آلاف سنة؟ كيف تمكنوا من قطع مثل هذا الشكل المعقد بدقة على مادة هشة إلى حد ما. من الممكن أنه كان لقرص سابا دور هام منذ خمسة آلاف سنة. ومع ذلك فإنه لا يمكن للعلماء حاليا أن يحددوا بدقة غرضه وبنيته المعقدة، وسيظل لغز "قرص سابو" والغرض منه سراً إلى أن يتم الكشف عن طريقة استخدامه.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية