تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : لم يسلم من سرقة إسرائيل.. الثوب الفلسطيني هوية دولة في رموز من خيوط وألوان
source icon

سبوت

.

لم يسلم من سرقة إسرائيل.. الثوب الفلسطيني هوية دولة في رموز من خيوط وألوان

كتب:شيماء مكاوي

" يا محلى ثوب بلادي يا ضي العين.. ثوب مزين بوشاح الكرم والزين.. شال ملفلف ومطرز حبة حبة، معقود بثوبك يا بنية بمحبة"..

كلمات عن الثوب.. ترددها السيدات في فلسطين وهي تغزل بخيوطه، قلعة للحفاظ على الهوية، و حكاية العمر والأيام التي جعلتها كأم تغرس في أطفالها حب الوطن.. وفي الوقت نفسه تقدمهم بنفس راضية وقودا للدفاع عن الأرض.

الثوب الفلسطيني يتميز بتطريزات خاصة وألوان لها دلالات ومعانٍ، فقد تم توثيق تطريزاته منذ آلاف السنين وتحديداً وقت انتشار قبائل "الكنعانين" الذين استقروا في جنوب سوريا وفلسطين منذ عقود ماضية، ورسخوا بعض الرموز والألوان في الزي الفلسطيني، والتي مازالت حتى الآن موجودة وتتناقلها الأجيال.

مواصفات وتاريخ

وعن مواصفات وتاريخ الزي الفلسطيني تتحدث مصممة الأزياء هبة إدريس وتقول: "الزي الفلسطيني هو لباس متكامل من أول الرأس وحتى القدمين، وهو عبارة عن قطع تتكون من الثوب الأساسي و الحزام الذي يوضع على الخصر، وعادة يوجد بداخل هذا الحزام "كيس النقود" التي تضع به اموالها، وايضا من ضمن قطع الزي الفلسطيني هي قطع الرأس التي ترتدي على رأسها".

وحسب مسميات المرأة الفلسطينية، الثوب يحتوي على "القبة" وهي الحزام الذي يوضع على الخصر، و "الردفة" وهي تكون اسفل الحزام او "القبة" وتحتوي على مكان لوضع النقود، و"الأبدان" وهو الفستان من الأمام والخلف، و "البنايق" والمقصود بها الجوانب و "الذيال" وهو الجزء الأخير من الثوب من اسفل، واخيرا "الأكمام".

مهرها على رأسها

وتتميز كل منطقة في فلسطين، بقطع رأس يميزها عن غيرها، ففي بيت لحم يرتدونها على شكل يشبه "الطربوش"، وفي الخليل يضعون قطعة قماش مطرزة مع إكسسوار من الذهب، هذا ينطبق على الزي التقليدي "الأصلي"، ووفقا لمصممة الأزياء فإن المرأة الفلسطينية ترتدي مهرها على رأسها بمعنى أنها تأخذ المهر على هيئة ذهب وتضعه فوق الرأس داخل جيب يسمى عندهم "الوقاه" يوضع بداخله "القيراط الفلسطيني الذهب" بحسب وزنه، ويعتبر مهرها حماية لها من الزمن، فإذا توفى زوجها او انفصلت عنه وعادت حتى الي بيت اهلها يبقى الذهب هو الحماية لدى السيدات الفلسطينيات لانهم يرونه "السند" في مواجهة تداعيات الحياة.

وأكدت ان ارتداء هذا الزي يكون من اجل الاعتزاز به لكن في العصر الحديث لم يعد يرتدونه بنفس ما كانوا في الماضي، فقديما كان يصنع من خامات أغلى بكثير مما يصنع في الوقت الحاضر، فهو يصمم من قماش القطن او الكتان ويطرز بخيوط الحرير، وعندما زاد الطلب عليه في العشرينات بدأوا يستوردون الحرير من الخارج، وتحديدا من بريطانيا حتى يستطيعون استكمال قطع الزي الفلسطيني التي يصممونها.

ألوان ودلالات

وتختلف ألوان الثوب الذي ترتديه المرأة الفلسطينية تختلف حسب الحالة الاجتماعية؟ فالألوان التي ترتديها الفتاة التي لم يسبق لها الزواج تختلف عن المرأة المتزوجة أو الأرملة، وهو أمر يحدث في بعض القرى الفلسطينية وليس في العموم.

وتشير هبة إدريس، إلى أن الفتاة التي لم يسبق لها الزواج لون ثوبها يكون مطرز بزخارف متعددة وجميعها باللون الأزرق، أما المتزوجة يكون الثوب مطرز بشكل كثيف بألوان الأصفر الكموني والأحمر والبرتقالي، والأرملة يكون التطريز باللون الجنزاري (درجة من درجات الأزرق المائل للأخضر) والزخارف تكون بها مسافات بعيدة وبداخلها نقاط باللون الأخضر، وثوب العروس يكون بألوان جذابة ومطرز بالخيوط الذهبية والتي تعرف بـ "عرق الجواهر".

الثوب بين المناطق

الي ذلك، أكدت المصممة الفلسطينية هبة إدريس ان التطريزات لها دلالات ورسومات والوان وكل مدينة تتميز بشكل محدد للتطريز مختلف عن غيرها، فعلى سبيل المثال يافا يزرعون البرتقال فيستخدمون تطريزات برتقالية اللون بشكل اكبر، ويتميز الثوب هناك بالتطريز والغرز المختلفة والمميزة ودقتها لا مثيل لها وجميعها تعكس بيئتها الزراعية.

وفي منطقة الخليل يزرعون العنب فتكون التطريزات خضراء اللون بصورة اكبر وهناك يسمونها "كرومات العنب"، و في بعض المناطق  الساحلية يستخدمون اللون الازرق بشكل اكبر في التطريز.

وفي بئر السبع نجد شكل النخيل على التطريزات نظرا لان المنطقة تتميز بانتشار النخل في البيئة الصحراوية، وتتزين المرأة في بئر السبع بالبرقع المطعم بالقطع النقدية الذهبية او الفضية وهو يستخدم للتزيين من جانب ومن جانب آخر كحماية من شمس الصحراء الحارقة، والسائد في تطريزات الزي الفلسطيني هو اللون الاحمر والاخضر.

وسائل التطريز

وتتعدد وسائل التطريز في الزي الفلسطيني فنجد ثوب "القطبة" وهو مطرز يدوياً وبه تطرز كل اجزاء الثوب التي تم ذكرها سابقا بشكل يدوي تماماً، وهناك ثوب "النول" وهو يتم تطريزه باستخدام الماكينة مع الإبرة اليدوية.

وهناك أسماء عديدة تطلق على "الزي الفلسطيني" حسب نوع القماش المستخدم او حسب التصميم نفسه، فنجد "الثوب المجدلاوي" وهو المصنوع من قماش مقلم بخطوط طولية، و"الثوب الشروقي" ويتميز القماش بزخارفه الهندسية، و"الثوب المقلم" وهو ذلك الثوب المزين بزخارف شعبية تسمى "الكلفة" او "التنتنة"، وهناك ثوب "التوبيت السبعاوي" وتصميمه يكون ضيق من الخصر وواسع من اسفل.

سرقة الثوب الفلسطيني

ورغم كل هذا التراث الفلسطيني بتفاصيله الدقيقة والمتشعبة إلا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي قامت بتسجيل بعض الأثواب الفلسطينية باسمها ضمن الموسوعة العالمية، مثل تسجيل ثوب العروس في بيت لحم المعروف باسم "ثوب الملكة" والذي يعتبر من أجمل الأثواب ويتميز بغطاء الرأس "الشطوة" المطرزة بالقطع الذهبية والفضية ومرصعة بحجر المرجان الثمين، وقد سجلته اسرائيل باسمها في المجلد الرابع للموسوعة العالمية.

وهناك ايضا الوشاح الفلسطيني الذي لم يسلم من السرقة حيث استخدمته شركة طيران دولة الاحتلال  "العال" في زي موظفات الشركة تعبيراً عن تراثهم المزعوم.

ومن هنا قامت مصممة الأزياء الفلسطينية هبة إدريس بتصميم ثوب فلسطيني بألوان الوشاح او الشال ليوثق هذا تراث دولتها المحتلة دون غيرها، بعد علمها بسرقته.

7.jpg
هبة إدريس
 
وتتحدث هبة عن تصميمها قائلة: احب "الوشاح الفلسطيني" بنقوشه لأنه يعكس الثقافة الفلسطينية وله العديد من الدالات من غصن الزيتون رمز القوة والمثابرة و شبكة صيد السمك و الخطوط الطولية التي ترمز الي طريق التجارة، خاصة ان اليهود بدأوا يسرقونه ويقدمونه في عروض الازياء الخاصة بهم، وينسبونه لنفسهم، لذا صممت منه العديد من الاشكال وطرحتها في السوق بسعر رمزي يعود على "اهل فلسطين"، كنوع من اثبات الهوية، لافتة إلى انها قامت بتصميمه قبل ستة اشهر من طوفان الأقصى.

اما عن الخامات المستخدمة فأوضحت انه مصنوع من خامة البوليستر ومطبوع بألوان الوشاح الفلسطيني او "الحطة"، وبه حزام على الخصر مطرز بالإيتامين، لافتة الي ان "الحطة الفلسطينية" الاصلية تصنع من الكتان والقطن، ولها مكن محدد ويتم تصميمها في منطقة "الخليل" وتصنع بطريقة معينة، ولا يمكن تماما ان تصنع خارج تلك المنطقة.

وتتحدث هبة عن طرق توظيفها للقماش الفلسطيني في تصاميم ازيائها وتوضح انها تستعين بالقماش المطرز بالإيتامين او القماش الذي قام بتطريزه "اتحاد المرأة الفلسطينية في مصر" وصممت منه جواكيت وفساتين وقطع مختلفة، لافتة إلى أنها تتعمد استخدام هذا النوع من القماش وتقوم بتوظيفه بشكل يناسب العصر ويناسب تواجدها في "مصر" ولكن بشكل غير تقليدي.

ورأت أن استخدام قماش الزي الفلسطيني باستمرار يجعله دائما متواجد كرمز مميز وتراث قيم للشعب الفلسطيني العريق.
 
 
 
 
 
 
 
    


 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية