تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : فيلم "السرب".. سينما الحرب بين التأثير السلبي على الأطفال والشعور بالانتماء
source icon

سبوت

.

فيلم "السرب".. سينما الحرب بين التأثير السلبي على الأطفال والشعور بالانتماء

كتب:شيماء مكاوي

بعد أن انتهت ابنتي من الامتحانات، فكرت في اصطحابها للسينما من أجل مشاهدة أفلام جديدة، ونصحتني صديقتي بأن أشاهد فيلم "السرب" الذي يقوم ببطولته الفنان أحمد السقا ونجوم آخرين، ولكني كنت قلقة من تأثير مشاهد العنف والقتل على الجانب النفسي للفيلم.

وتوجهت على الفور لسؤال الناقد الفني محمود عبد الشكور عن رأيه في العمل إذا كان يناسب الأطفال أم لا، وتحدث عن العمل من الجانب الفني، وقال لي إن الفيلم جيد على وجه العموم، مع بعض الملاحظات، ولكنه مصنوع بعناصر تقنية جيدة، وأعني بذلك تنفيذ المعارك الحربية والضربات الجوية.

وتابع: كلما صنعت أفلاماً عن بطولات حقيقية من خلال محترفين ودون خطب أو مباشرة وعبر إمكانات كبيرة تقنيا وماديا كلما استطعنا المنافسة وجذب الجمهور للمشاهدة، ولا بأس أيضا من توافر النجوم الذين يشكلون عناصر إضافية للوصول إلى الجمهور ولكن الأهم هو الإتقان الفني.

فيلم "السرب" ربما لا يناسب أعمار بعض الأطفال لوجود بعض المشاهد التي قد تكون غير مناسبة، هذا ما أكده الناقد محمود عبد الشكور، لافتاً إلى أن الفيلم يحتاج إلى اعمار أكبر من 18 سنة.

وفي السياق ذاته، تحدث د. عبد العزيز آدم، إخصائي علم النفس السلوكي وعضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية، مؤكداً إلى أن بعض الآباء يظنون أن مشاهدة أفلام محاربة الإرهاب من جانب الطفل ترسخ جانب الوطنية والانتماء إليه، ولكنها في الحقيقة يمكن أن تؤثر على الطفل بشكل سلبي في صور متعددة من الجوانب النفسية والاجتماعية والسلوكية.

واستطرد د. عبد العزيز آدم، حديثه عن التأثيرات السلبية لمشاهدة تلك الأعمال وأوضح أن مشاهدة أفلام محاربة الإرهاب تقود الأطفال إلي تقليد السلوك العدواني الذي يرونه على الشاشة، مما يؤدي إلى زيادة السلوكيات العدوانية لديهم مثل العصبية والعناد والتنمر، فبعض الأطفال قد يحاولون تقليد ما يرونه في الأفلام، سواء كان ذلك في اللعب أو في التعامل مع الآخرين، مما قد يؤدي إلى سلوكيات عدوانية.

وقد يشعر الأطفال بالخوف والقلق نتيجة لمشاهد العنف، مما يؤثر على نومهم وقدرتهم على التركيز، ويمكن أن تتطور هذه المشاعر إلى كوابيس واضطرابات في النوم، كما إن الطفل بدلاً من أن يتعلم القيم الإيجابية مثل التسامح ولغة الحوار، قد يتعلم أن العنف هو وسيلة مقبولة لحل النزاعات، حسبما وصف الطبيب النفسي.

ويمكن أن يتطور لدى الأطفال تصور مشوه عن العالم كبيئة مليئة بالخطر والعنف، مما يؤثر على إحساسهم بالأمان وقدرتهم على التكيف مع المجتمع، وأكد د. عبد العزيز آدم إن الأطفال الذين يشاهدون العنف قد يجدون صعوبة في التفاعل الاجتماعي والتعامل مع الأقران بطرق إيجابية وبناءة، وقد يظهر لديهم نقص في التعاطف والقدرة على بناء علاقات صحية.

والتعرض المتكرر لمشاهد العنف والدمار يمكن أن يساهم في الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة، والتعرض المتكرر لمشاهد العنف قد يؤدي إلى التبلد العاطفي، حيث يصبح الأطفال أقل استجابة للمواقف الإنسانية في الحياة الواقعية.

ولتجنب هذه الآثار السلبية، أكد د. عبد العزيز آدم أنه من المهم مراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال وتوجيههم نحو برامج وأفلام تعليمية وترفيهية تناسب أعمارهم وتعزز القيم الإيجابية، بالإضافة إلى ذلك يمكن للآباء مناقشة محتوى الأفلام مع الأطفال لتصحيح المفاهيم الخطأ وتعليمهم كيفية التعامل مع مشاعرهم الإنسانية بشكل صحي وبناء.

وفي إطار مختلف، كان رأي د. ريهام عبد الرحمن، إخصائية نفسية، مختلف عن رأي د. عبد العزيز آدم، حيث أوضحت أن الأعمال الفنية بشكل عام تساعد على تشكيل وعي الطفل وبالأخص الأعمال الوطنية، التي تكسب الطفل القيم الاجتماعية والثقافية، كما تشكل لديه حب الانتماء للوطن، ومعرفة العدو وكيفية محاربته من جانب رجال الجيش والشرطة، وأنهم يضحون بأنفسهم من أجل الوطن.

وتنمية الهوية الوطنية والشعور بالانتماء والفخر لهذا الوطن، أمر من الضروري أن نشعر به الطفل، حسبما أكدت د. ريهام عبد الرحمن وقالت: إن الطفل من عمر 4 إلى 6 سنوات يعيش في الخيال ولا يعرف أن يفرق بينه وبين الواقع، ولكن هذه الأفلام تشكل وجدانه ويكون لديه صوره إيجابية لرجال الوطن.

أيضا يبنى لدى الطفل التفكير النقدي والتحليلي والإبداعي، ويكون متفهماً للأحداث من حوله، ويربط الطفل بين هذه الأفلام والواقع، ومن الممكن للأسرة أن تستغل هذا الأمر في أن تشجع أطفالها على ممارسة الرياضة وزيارة الأماكن الحربية والتحدث عن أمجاد الوطن مثل زيارة بانوراما حرب أكتوبر.

ويتعلم الطفل من مشاهده هذه الأفلام الشجاعة وعدم الخوف، هذا ما أكدته د. ريهام عبد الرحمن، وقالت إن الانتماء للوطن وهو المجتمع الأكبر يخلق لدى الطفل شعوراً بالانتماء للأسرة وهي مجتمعه الصغير، وتجعل لديه ثقافة ووعي لجميع المشكلات التي تحيط بالوطن.


 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية