سلط د. عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، الضوء على مكون غذائي خطير يتسلل إلى موائدنا يوميًا دون أن ندرك مدى تأثيره، مشيرًا إلى أن السبب وراء هذه الظاهرة لا يقتصر فقط على السكر والزيوت النباتية كما كان يعتقد في السابق، بل يعود بدرجة أكبر إلى مادة تعرف باسم "الملح الصيني"، أو "جلوتامات أحادي الصوديوم"، والتي تعرف علميًا بـMSG أو E621.

وهذه المادة تضاف إلى غالبية الأطعمة المصنعة والوجبات الجاهزة والمطهوة في المطاعم، حيث تستخدم كمحسن نكهة، يجعل الطعام أكثر لذة ويحفز مستقبلات التذوق بشكل مبالغ فيه، عبر اختراقه لحاجز الدماغ والتأثير على منطقة "الهيبوثالامس"، المسؤولة عن تنظيم الجوع والشبع.

ونتيجة لذلك، يفقد الجسم قدرته الطبيعية على الإحساس بالشبع، وتفتح الشهية بصورة مستمرة تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.

ويتواجد هذا المكوّن في منتجات غذائية شائعة، منها الشعيرية سريعة التحضير، الشيبسي، اللحوم المصنعة كالسجق والبرجر، اللانشون، مرقة الشوربة الجاهزة، البسكويت المعلب، البيتزا الجاهزة، المقبلات، صلصات الطبخ، وبعض أنواع البروتين باودر التي تستخدم في الصالات الرياضية، إلى جانب العديد من وجبات المطاعم.

تشير الدراسات التي أُجريت على الفئران إلى أن التعرض المنتظم لهذه المادة يؤدي إلى زيادة الوزن، وتراكم الدهون في منطقة البطن، بالإضافة إلى الإصابة بدهون الكبد، بينما تبقى النتائج على البشر متباينة، ما يدفع منظمة الصحة العالمية إلى تحديد حدّ آمن لاستخدامها، وهو ما يقارب 79 ملغ لكل كيلوجرام من وزن الجسم.

ويؤكد سلامة أن المشكلة لا تكمن فقط في وجود هذه المادة، بل في انتشارها الواسع واختفائها تحت مسميات متعددة، مثل "محسن النكهة" أو "E621" أو "MSG"، وفي كثير من الأحيان لا يذكر وجودها على غلاف المنتج إذا كانت الكمية المستخدمة أقل من نصف جرام، مما يزيد من صعوبة تتبعها وتجنبها.

ويضيف أن هذه المادة مسؤولة عن إدمان الطعام الصناعي، وفقدان السيطرة على كمية الطعام المتناولة، فضلًا عن تسببها في اختلال توازن الجهاز العصبي، واضطرابات الجهاز الهضمي، والشعور بالإرهاق المزمن والصداع، كما ترتبط باضطرابات في التركيز والسلوك لدى الأطفال، مثل فرط الحركة والعصبية، وقد سُجلت حالات تسمم وموت مفاجئ بين الأطفال في مصر وخارجها عقب تناول وجبات تحتوي على هذه المادة، خصوصًا الشعيرية سريعة التحضير.