تدرج المولى عز وجل بالمنهج الربانى للبشرية حتى بلغ أشده في أمة النبى، صل الله عليه وسلم، ففى كل مرحلة كان ذلك المنهج يؤتى ليُستكمل من قبل اللحاقين له.

 وكل مرحلة كان يبعث فيها تعالى أنبياء ورسل للأمة التى تحضرها الرسالة ليتبينوا الهدف منها وتمخض عن ذلك كله أن جعل الله تعالى دورًا هامًا لامة النبى صل الله عليه وسلم يوم القيامة 

فالله تعالى يقول فى محكم اياته وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ"   سورة البقرة - الآية 143

 وفى ذلك يبين الدكتور ايمن أبو عمر  وكيل وزارة الأوقاف المصرية لشئون الدعوة أن المقصود بقوله تعالى أمة وسطا أى  لتكونوا عدولاً خيارا وفى قوله تعالى شهداء اى شهدء يوم القيامة على الامم السابقة 

واشار انه يأتى يوم القيامة فيقول المولى عز وجل لامة محمد صل الله عليه وسلم هل بلغ نوح قومه فيقولون بلى بلغ فيقول من اين علمتم ذلك يقولون بلغنا نبينا محمد صل الله عليه وسلم ان الانبياء قد ابلغوا اممهم رسالة المولى عز وجل 

واستدل وكيل وزارة الاوقاف بقوله صل الله عليه وسلم " يَجِيءُ نُوحٌ وأُمَّتُهُ، فيَقولُ اللَّهُ تَعالَى: هلْ بَلَّغْتَ؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، فيَقولُ لِأُمَّتِهِ: هلْ بَلَّغَكُمْ؟ فيَقولونَ: لا ما جاءَنا مِن نَبِيٍّ، فيَقولُ لِنُوحٍ: مَن يَشْهَدُ لَكَ؟ فيَقولُ: مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأُمَّتُهُ، فَنَشْهَدُ أنَّه قدْ بَلَّغَ، وهو قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143]. 

وقال اهل العلم  ان تحقق الوسطية يحتاج اطرافاً حيث بينوا ان امة وسطاً جاءت فى تحقق العقيدة والايمان بأن الله فرض صمد ليس له ولد ولذلك فهى جاءت بين من انكروا وجود الاله ومن عددوه ولذلك جعلهم المولى عز وجل شهداء لرسل الله على تبليغهم لأممهم أمر الله تعالى.