تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

البريسترويكا الأمريكية

٠٥:٥١ ٠٦-٠٦-٢٠٢٥

نشأت الديهي

كتاب الجمهورية

text to speech
  • ٠

    تعليق

  • ٠

    إعجاب

"البيروسترويكا" وتعني «إعادة الهيكلة» وهي برنامج للإصلاحات السياسة والاقتصادية أطلقه آخر رئيس للاتحاد السوفييتي ميخائيل غورباتشوف   وتشير هذه الخطة إلى إعادة بناء شامل للدولة بكل مكوناتها وكان الاتحاد السوفيتى حينئذ يمر بفترات شديدة الصعوبة مع صعود مخطط للقوميات داخل جمهورياته المتعددة ، صاحبت البيريسترويكا سياسة "غلاسنوست " والتي تعني الشفافية. كانت تلك السياسات بمثابة ثورة على المألوف وضرب مباشر في أعمدة وثوابت الفكر الشيوعي ، 

كان جورباتشوف جريئا إلى أقصى ما يتوقعه احد ، حتى اعداءه من الغرب لم يكن ضمن اجندة أحلامهم الوصول إلى ما أوصلهم اليه جورباتشوف نفسه ودون مقابل ، كانت الخطة المعروفة باسم  "البريسترويكا" تستند على مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ووقف الاعتقال وإغلاق المعتقلات وإطلاق سراح السياسين وعلى منح الناس حرية الرأي والتعبير،

وكان الاقتصاد هو المجال الذي يحتاج إلى آراء جديدة ، ففتح الباب امام نظريات الفكر الرأسمالي واغلقت الأبواب والنوافذ امام الفكر الشيوعي ، أما على صعيد السياسة الخارجية فقد استهدف جورباتشوف تحسين صورة بلاده امام العالم  خاصة الدول الغربية ،

فبدأ باتخاذ قرارات الحد من التسلح والتخلص من الصواريخ النووية متوسطة المدى ، بالإضافة تخفيض أعداد القوات والأسلحة التقليدية في اوربا ، وتوجت هذه السياسة في السابع من ديسمبر ١٩٨٨ بإعلان جورباتشوف امام الأمم المتحدة انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي تماما ، وقام بعدها  بسحب قواته من افغانستان ، 

لكن انفجار مفاعل تشيرنوبيل والخلل الاقتصادي الشديد وتنامي المطالبات القومية بالانفصال كانت جميعها أقوى من خطط الإصلاح الرومانسية ، وفي 25 ديسمبر1991، كانت النهاية ، حيث أعلن رسميا انتهاء الاتحاد السوفييتي ، والاعتراف باستقلال الجمهوريات التي كانت منضوية تحت رايته ،

وبدأت حقبة تاريخية جديدة في المنطقة والعالم، وما دفعني لاستدعاء هذه المقاطع التاريخية المهمة والفاصلة هو شعوري ان العالم يعيش حالة مماثلة إلى حد كبير ، فما يجري في الولايات المتحدة على الصعيد الداخلي اقتصاديا والخارجي سياسيا يماثل في تقديري "البريسترويكا " لكن على الطريقة الأمريكية الترامبية ، تعديلات النظام الإداري وفق خطة إيلون ماسك ، تخفيض أعداد الموظفين الفيدراليين وكذلك المنتسبين للأجهزة الأمنية والاستخباراتية ،

وفرض ضرائب جمركية على الأصدقاء والأعداء في نفس الوقت وبنفس القسوة ، طلبات بضم دول مثل كندا وأجزاء من الدانمارك وشراء ساحل غزة، محاولة تقليص دور امريكا في  العالم ثم الاستدارة نحو فكرة ادارة العالم بفكر إمبريالي خشن ثم يتحول إلى ناعم ويعود مجددا إلى الدبلوماسية المدببة ، حالة من عدم الاستقرار التي تقود اي متابع إلى محطة اللايقين ،

عموما بيد اننا امام نوع جديد من البيروسترويكا لكنها هذة المرة ..أمريكية ، فهل تفضي المحاولة الحالية ما افضت اليه المحاولة الجورباتشوفية التي قسمت ظهر الاتحاد السوفيتي .. دعونا نرى .

  •  
  • ٠

    مشاركة

  • |
  • ٠ إعجاب

  • حفظ

٠ تعليق

هل تريد إضافة تعليق ؟

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية