تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

فى الحياد الإعلامى!

« عندما يدافع الصحفى عن قيم الحوار والديمقراطية واحترام الخصم ويقف فى وجه الديماجوجيين، فهذا ليس انحيازا لحزب ضد آخر،.. إنه واجب وطنى. يجب ألا نعطى منصات لمن يكذبون فى وجوهنا». كانت تلك رسالة المذيع الأمريكى الشهير براين ستيلتر الذى ألغت شبكة «سى إن إن» برنامجه «مصادر موثوقة» قبل أيام. الحجة أنه منحاز ولا يتوقف عن مهاجمة ترامب واتهامه بالكذب، وهذا يصب فى مصلحة خصومه الديمقراطيين.

الملاك الجدد للشبكة يطالبون بأن تتمركز فى الوسط وأن تقدم برامج وتقارير إخبارية وتقلل من جرعات الرأى. يريدون سى إن إن شبكة مفضلة من الجميع.. جمهوريين وديمقراطيين. لكن هل يمكن أن يتحقق ذلك؟ فى عالم أصبحت فيه الانقسامات والصراعات والأزمات القاعدة وليس الاستثناء.. هل يمكن الوقوف على الحياد؟ أمريكا منقسمة على نفسها، كما لم يحدث من قبل. لم يعد هناك اتفاق على القيم الأساسية. ترامب أطاح بالثوابت. حتى الأرقام والإحصاءات التى كانت موضع إجماع لم تعد كذلك. من فرط ضخامتها وتعقيدها، يتم انتقاء معلومات معينة وإخفاء أخرى.

ثم إن قارئ أو مشاهد اليوم لم يعد محايدا يستمع للرأى والرأى الآخر. الغالبية تفضل الإعلام الذى يوافق مزاجها ورؤاها. مشاهدو شبكة فوكس نيوز اليمينية الأمريكية لن يتابعوا سى إن إن حتى لو صنعت لهم «عجين الفلاحة»، وسيظلون موالين لفوكس. أصحاب التوجه الليبرالى لن يقرأوا صحفا يمينية وولاؤهم سيظل للصحف المعبرة عنهم. قبل الانترنت ومواقع التواصل، كان للإعلام المحايد جاذبية. الآن، من يقدم صحافة متوازنة وسطية يتم اتهامه بإمساك العصا من المنتصف. مشاريع إعلامية حاولت احتلال منطقة الوسط بعيدا عن ثنائية اليمين واليسار لكنها لم تلق النجاح المنشود.

هذا لا يعنى أن تخاصم الصحافة مبادئها وقيمها وتتخلى عن الموضوعية والنزاهة والدقة. لكنه يعنى أن تعرف كل وسيلة إعلامية جمهورها المستهدف، وأن تقدم لهم الخدمة الصحفية المطلوبة دون أن تدغدغ مشاعره أو تمارس معه أسلوب الحشد الذى يعتمد على خطب عصماء عاطفية وحماسية تفتقد العقلانية تهاجم الآخرين وتشوههم ولا تترك لهم فرصة للرد.

aabdelsalam65@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية