وعن كارب سايكل تحدث الدكتور مصطفى البحيري، استشاري التغذية والسمنة، وقال إن هذا المصطلح يعني بالعربية "دورة الكربوهيدرات"، وهو نظام غذائي يعتمد على تغيير كمية الكربوهيدرات التي نتناولها بشكل دوري، هذا التغيير يساعد على حرق الدهون وبناء العضلات بشكل أكثر فعالية من الأنظمة الغذائية التقليدية.

حرق الدهون
يعتمد كارب سايكل على مبدأ بسيط هو أن نقص كمية الكربوهيدرات التي تتناولها، يُدخل الجسم في حالة تسمى "حرق الدهون"، وعندما تزيد كمية الكربوهيدرات، تزيد كمية طاقة الجسم اللازمة لممارسة التمارين الرياضية وبناء العضلات، وأوضح استشاري التغذية أن هذا النظام له سياسة وقاعدة خاصة به وحده، فهو يساعد على حرق الدهون بشكل أسرع من الأنظمة الغذائية التقليدية.

وتابع: عندما نقوم بتطبيق الأنظمة الغذائية في الأغلب نشعر بالإرهاق والتعب، ولكن كارب سايكل يزيد من طاقة الجسم مما يمنع الشعور بالتعب والإرهاق، ويزيد من قدرتك على ممارسة التمارين الرياضية لفترة أطول وبشدة أكبر، لأنه يسمح بتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة، ولكن بطريقة خاصة.

تقسيم الأيام
يتكون نظام كارب سايكل بشكل أساسي من ثلاثة أنواع من الأيام وهي: 

1- أيام الكربوهيدرات المنخفضة: ويتم فيها تقليل كمية الكربوهيدرات إلى الحد الأدنى.
2- أيام الكربوهيدرات المتوسطة: حيث يتم فيها زيادة كمية الكربوهيدرات بشكل معتدل.
3- أيام الكربوهيدرات العالية: ويتم فيها زيادة كمية الكربوهيدرات بشكل كبير، وخاصة قبل وبعد التمرين، وزيادة الكربوهيدرات في هذا اليوم يعمل على استعادة الجليكوجين.

وأوصى د. البحيري بضرورة استشارة أخصائي التغذية قبل البدء في أي نظام غذائي جديد، لأنه غير مناسب للجميع خاصة من يعاني من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، لافتاً إلى أن نظام كارب سايكل ليس نظامًا غذائيًا سحريًا، ولكنه يمكن أن يكون أداة فعالة لفقدان الوزن وبناء العضلات إذا تم اتباعه بشكل صحيح.

الإرهاق والصداع
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد السخاوي إخصائي تغذية علاجية وسمنة، أن نظام كارب سايكل، رغم فوائده المتعددة لفقدان الوزن وبناء العضلات، إلا أنه قد يرافقه بعض الآثار الجانبية المؤقتة لدى بعض الأشخاص، هذه الآثار عادة ما تكون خفيفة وتختفي مع استمرار النظام وتكيف الجسم عليه، ومن أبرز السلبيات المحتملة الشعور بالتعب والإرهاق خاصة في بداية النظام عندما يكون الجسم يتكيف على الاعتماد على الدهون كمصدر للطاقة.

وتابع: من الآثار الجانبية أيضا الدوخة والصداع نتيجة لانخفاض مستوى السكر في الدم خلال أيام الكربوهيدرات المنخفضة، وكذلك الغثيان والقيء؛ فقد يحدث هذا نتيجة لتغيرات مفاجئة في النظام الغذائي، أيضاً يمكن أن يحدث الإمساك أو الإسهال نتيجة حدوث اضطراب في الهضم لتغيير كمية الألياف في النظام الغذائي، وقد يشعر البعض بتقلبات في المزاج، مثل العصبية أو الاكتئاب، خاصة خلال فترة التكيف.

وقد يتسبب في صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل، وقد يشعر البعض بضعف في العضلات خلال أيام الكربوهيدرات المنخفضة، خاصة إذا كانوا يقومون بتمارين شاقة، وقال د. السخاوي إن هذه الآثار الجانبية ليست بالضرورة أن تحدث لدى الجميع، وشدة حدوثها تختلف من شخص لآخر، كما أنها عادة ما تكون مؤقتة وتختفي مع مرور الوقت.

نظام تدريجي
ونصح إخصائي التغذية ببدء النظام وتقليل كمية الكربوهيدرات بشكل تدريجي، حيث تساعد هذه الطريقة الجسم على التكيف بشكل أفضل، ويجب شرب كمية كافية من الماء ليساعد هذا على تخفيف الشعور بالجوع والدوخة، مع تناول الأطعمة الغنية بالألياف لأنها تساعد على تنظيم الهضم وتجنب الإمساك والإسهال، ويجب أيضاً الحصول على قسط كاف من النوم فهذا يساعد الجسم على التكيف مع النظام الغذائي الجديد.

نموذج أسبوع للرجيم
وقدم الدكتور محمد السخاوي مثال ونموذج لريجيم كارب سايكل، وقال على سبيل المثال:

- يوم السبت (منخفض الكربوهيدرات) نتناول خضروات غير نشوية، وبعض المكسرات والبذور، ويمكننا تناول دجاج، سمك، ولحوم حمراء قليلة الدهن، مع زيت الزيتون، والأفوكادو.
- الأحد فيكون (متوسط الكربوهيدرات) يمكننا تناول الفواكه، والحبوب كاملة (كميات محدودة) وبيض، لبن وزبادي، ومكسرات.
- الاثنين (عالي الكربوهيدرات) نتناول أرز، بطاطا حلوة، وبروتين، ولبن، وزيت جوز الهند، وهكذا نستمر بالتبادل لنهاية الأسبوع.

نصائح غذائية
ونصح إخصائي التغذية بشرب كمية كافية من الماء، والتركيز على الأطعمة الطبيعية وغير المصنعة مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث تساعد على حرق الدهون وبناء العضلات، وإذا شعرت بالتعب أو الدوخة، خفف من نشاطك وزد من تناول الكربوهيدرات.