تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

شقائق الرجال !

٠٩:١٨ ١٤-١١-٢٠٢٤

علي هاشم

كتاب الجمهورية

text to speech
  • ٠

    تعليق

  • ٠

    إعجاب

هل تحظى المرأة بمكانة تليق بها في مجتمعاتنا..وهل كنا في حاجة  حقيقية لجمعيات حقوق المرأة ..والسؤال بصيغة أخرى هل طبقنا مبادئ الدين الحنيف في التعامل مع المرأة أم تعاملنا مع نصوصه على طريقة ولا تقربوا الصلاة وفهمنا من القوامة التعسف في ممارسة الحق لقصور كبير في الفهم .!!

إذا أردتم أن تعرفوا مكانة المرأة في ثقافتنا وشريعتا فارجعوا لسيرة خير الخلق وانظروا كيف عامل نساءه وبناته وماذا قال في خطبة الوداع!!

لاشك أن  المرأة كلمة السر في كل حياتنا؛ فهي ليست نصف المجتمع كما يقال بل هي أكثر من ذلك، فهي وإن كانت نصفه عدداً فإنها تلد وتربي وتعلم نصفه الآخر، وتترك فيه شيئاً من طباعها ونفسها وثقافتها وسلوكها بحسبانها حاضنة طبيعية للأبناء لسنوات متصلة منذ نعومة أظفارهم فتشكل أفكارهم ووجدانهم ورؤيتهم للعالم من حولهم.

.ومن ثم فلا عجب والحال هكذا أن يكون صلاح أي مجتمع رهناً بصلاح نسائه..فكيف يُهزم مجتمع تقف المرأة بكل ما أوتيت من صبر وقوة تحمل وعاطفة أمومة وحنان خلف كل رجل فيه، تدفعه وتشجعه وتسنده في وجه التحديات والملمات والشدائد..

ولقد بُعث رسولنا صلى الله عليه وسلم والمرأة تعاني بصورة عامة هضماً لحقوقها، وإجحافاً في معاملتها، واستخفافاً بشأنها، بل وتشكيكاً في إنسانيتها، فأنصفها وأعلى منزلتها وحفظ مكانتها وحرم انتهاك حقوقها.. ويكفي تكريما للمرأة أن الله تعالى أنزل في قرآنه سورة كاملة باسم النساء.

 وقد حرصت  سنة الرسول الكريم على إعلاء شأن المرأة فقد أوصى المصطفى بالنساء خيراً في خطبته المشهورة"استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عندكم عَوَان "يعني أسيرات، رافعًا شأن المرأة بقوله: " خياركم خياركم لنسائهم، خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"..وقوله:" النساء شقائق الرجال".

فأين دعاة حقوق الإنسان من هذا الخطاب النبوي الرفيع الذي يصون كرامة المرأة ويجعلها في أعلى درجات التكريم والرفعة ..ألا يكفي ذلك لتحظى المرأة بمكانة رفيعة في مجتمعاتنا، ويكف السفهاء عن جعلها مادة للإثارة تارة، وللمزايدة على حقوقها (المصونة شرعاً ودستوراً وقانوناً) والإلهاء تارة أخرى..؟!

المرأة كانت ولا تزال مصدر إلهام للشعراء والأدباء؛ فجرت طاقات الإبداع بداخلهم فنظموا أجود ما عرفته البشرية أدباً خالداً ينطق بالروعة والإبداع..ولم يغفل الفلاسفة والحكماء مكانتها ودورها فجرت حكم وأقوال مأثورة ترفع قدرها وتجعلها محط الإعجاب والتقدير..فقد قيل مثلاً فيها :" المرأة التي تهز المجد بيمينها تستطيع أن تهز العالم بيسارها"..و"المرأة الصالحة تشبه الأم والأخت والصديق"..و" إذا كانت المرأة الجميلة جوهرة فالمرأة الفاضلة كنز"..و" وراء كل عظيم امرأة" لولاها ما بلغ تلك المرتبة..وأيضاً :" وراء كل رجل سعيد امرأة لا تفارق البسمة شفتيها" ..و" إذا أردت أن تعرف رقي أمة فانظر إلى نسائها".

وفي المرأة صيغت رسائل كثيرة منها : أن الرجل قد يكتب عن الحب كتاباً ولا يستطيع مع ذلك أن يعبر عنه  لكن كلمة واحدة من المرأة عن الحب تكفي لذلك كله.."

النِّسَاءُ ثَلاَثَةٌ كما يقول عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: امْرَأَةٌ هَيِّنَةٌ لَيِّنَةٌ عَفِيفَةٌ مُسْلِمَةٌ وَدُودٌ وَلُودٌ تُعِينُ أَهْلَهَا عَلَى الدَّهْرِ , وَلاَ تُعِينُ الدَّهْرَ عَلَى أَهْلِهَا، ثَانِيَةٌ : امْرَأَةٌ عَفِيفَةٌ مُسْلِمَةٌ إنَّمَا هِيَ وِعَاءٌ لِلْوَلَدِ لَيْسَ عِنْدَهَا غَيْرُ ذَلِكَ ، ثَالِثَةٌ : غُلٌّ يَجْعَلُهَا اللَّهُ فِي عُنُقِ مَنْ يَشَاءُ وَلاَ يَنْزِعُهَا غَيْرُهُ".

لا جوهرة في العالم أعلى قيمة من امرأة تنزّه نفسها مما يعاب..الرجل من صنع المرأة فإذا أردتم رجالاً عظاماً فعليكم بالمرأة؛ تعلمونها ما عظمة النفس، وما الفضيلة."

" أسعد ساعات المرأة هي الساعة التي تتحقق فيها أنوثتها الخالدة وأمومتها المشتهاة ..وتلك ساعة الولادة".."أعظم امرأة تلك التي تعلمنا كيف نحب ونحن نكره، وكيف نضحك ونحن نبكي، وكيف نصبر ونحن نتعذب؛ فالمرأة تجعل البيت جميلاً والعالم سعيدا بالقدم على المهد..وبالمغزل في اليد".

ما أجهل الذين يدعون أن للمرأة حقوقا لم تنلها، وما  أكثر قبحا ممن يرى أن المرأة ظلمت، فالذين يظلمون النساء حقا هم الذين يجهلون غفلة أو عمدا أن ديننا جعل المرأة تاجا فوق الرؤوس وملكة متوجة على من يتاجرون بقضايا المرأة ويهرفون بما لا يعرفون ومن يرونها تابعا للرجل لا يملك من أمر نفسه شيئا كلاهما ظلم المرأة عن جهل وغباء فضرب الزوجات ليس أمرا مطلقا يأتيه الزوج متى شاء بلا ضوابط  ولا أسباب معقولة ومثل هذا السلوك الذكوري الطائش ردت عليه دار الإفتاء سريعاً بصورة حاسمة؛ بأن الرجال الحقيقيين لا يضربون النساء  وعلى النقيض من ذلك دعوة البعض لضرورة تقاضي الزوجة أجراً نظير عملها في منزل الزوجية وضرورة استئجار خادمة أو مقابل إرضاع صغيرها !!

لقد  تعددت أوجه الشطط والانفلات والتطاول وإغراق المجتمع في جدل سفيه يهدم كيان أهم مؤسسات المجتمع، وهي الأسرة وهو ما لا يخدم إلا أعداء الدين والوطن و المواطن ويفتح الطريق أمام تشويه وتشتيت فكر الجيل الجديد.
وإذا كانت المرأة هي مفتاح البناء فهي كذلك مفتاح الهدم وأوسع أبوابه ومن ثم وجب التعامل معها باحترام وتقدير بحسبانها الأم والأخت والزوجة؛ فمن منا جاء للعالم دون أم حملته في أحشائها تسعة أشهر..كفى بالمرأة علواً أنك ترى أثرها شاخصاً في كل شيء فهى "صوت ضمير الأسرة، وعلاقة المرأة  بالرجل والمجتمع، بعد حساس  تناولته الكتب والروايات وتحليلات كبار الكتاب والأدباء والمفكرين في مصر والعالم؛ ذلك  أن أشهر الشخصيات وأبرزها في الاقتصاد والسياسة والأدب والاجتماع تأثروا بالمرأة بصورة مباشرة وكتبوا في مذكراتهم مسارات علاقتهم بالمرأة وكيف أسهمت في حياتهم ومبلغ هذا الإسهام وكيف كانت عنصر دعم قوياً أو معول هدم وتراجع لا يمكن إغفاله بحال من الأحوال.

للمرأة دور مهم ومشهود في حياة الرجل لا يمكن إنكاره فهي حاضنته الأولى وسبب وجوده في الحياة  تعهدته بالرعاية صغيراً حتى اكتمل تكوينه وصار قادراً على التعامل مع الحياة معتمداً على نفسه. وهى ركيزة الأسرة وأساس نجاحها، أو إخفاقها ولا يقف دورها عند ذلك الحد بل لعبت دوراً مهماً في بناء الحضارات وصناعة التاريخ الإنساني الحافل بالأحداث والتحولات الكبرى..وكم من نساء باهرات لعبن دور البطولة في صنع الأحداث ومواجهة الأزمات ، وكن مصدر إلهام ودعم كبيرين للرجل ويتعاظم دورها في مجتمعاتنا حين نعلم أن أكثر من ثلث الأسر المصرية تعبلها نساء يتحملن ما لا طاقة لبشر به.

وحتى لو كانت المرأة زوجة يكفلها زوجها فإنها تتحمل عبء  تدبير شئون بيته بوصفها وزيرة مالية الأسرة التي يعولها رجال أو بوصفها المرأة المعيلة التي تكيفت ببراعة مع ظروف مادية معقدة ضاعف صعوبتها ما  فرضته الظروف الاقتصادية من غلاء وصعوبات في المعيشة.

 المرأة جندى مجهول في كل المعارك، فهي مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق كما يقول الشاعر..وهي الجامعة وهي كل شيء في حياة أبنائها ودورها الوطني راسخ لا غبار عليه وهي التي امتثلت لأمر ربها وحملت روحه في أحشائها ليأتي المسيح عليه السلام رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم التي اصطفاها على نساء العالمين.

أما ما يدهش حقاً فهو ما توصلت إليه أحدث الدراسات من أن المرأة ذلك الكائن الرقيق المشهور بضعفه هي أكثر قوة وقدرة على التحمل من الرجل لكن هل كل النساء في زمن السوشيال ميديا أمهات صالحات قادرات على تربية أجيال تصلح لقيادة المستقبل أم أن كثيرات تشاغلن بلهو الحديث على مواقع التواصل ولا يجدن وقتا لا لرعاية الاولاد ولا الأزواج حتى تهاوت قيم تربوية واجتماعية وأخلاقية عظيمة في مجتمعاتنا ندفع ثمنها غاليا. ؟!

  • ٠

    مشاركة

  • |
  • ٠ إعجاب

  • حفظ

٠ تعليق

هل تريد إضافة تعليق ؟

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية