تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
احتفل مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية هذا الأسبوع بالذكرى المئوية لميلاد الفنان شكرى سرحان "1925 – 1997" وهو واحد من عمالقة العصر الذهبي للسينما المصرية مع كوكبة من نجوم فن التمثيل، وقد أثير علي صفحات السوشيال ميديا قبل أيام أن فناناً شاباً ذكر في أحد البرامج التليفزيونية أن شكرى سرحان لا يستحق المكانة التي حصل عليها وهو ليس الممثل الموهوب من وجهة نظره .. والغريب في كلام هذا الفنان الشاب أنه يقوم بتقييم فنان مثله وهذا ما لا يجب ولا يصح، لأن الجمهور هو صاحب الحق في ذلك ويطلق النقاد على الجمهور لقب "صانع النجوم" لأن لا أحد يستطيع أن يفرض على الجمهور فنانا بعينه وهو يرفضه ولا يقبل أعماله، وأنا أندهش من قول البعض إن الفنان "مواطن" من حقه إبداء رأيه وهذا غير صحيح لأن الجمهور وحده هو الذي يفعل ذلك.
كما أن شكرى سرحان رحل عن عالمنا وهو لا يملك الآن الدفاع عن نفسه لذلك تدخلت عائلته ونقابة الممثلين وأصبحنا أمام مشكلة أخلاقية، وهي أن أحد فناني الجيل الجديد يقلل من شأن فنان راحل ويرى أن ذلك هو رأيه ومن حقه أن يقول رأيه، وهو ما يعطى الانطباع بأننا أمام حالة إنسانية مؤسفة تعكس مستوى التدنى الأخلاقي والفكري الذي أصبح البعض يعيش فيه.
أعود إلى الاحتفال بمئوية شكري سرحان وأقول يجب توجيه التحية لمهرجان الأقصر لأنه يعيد الاحتفال بذكرى الرموز الفنية لمصر، وهم الثروة البشرية والمواهب الفطرية التي أنجبها الشعب المصرى منذ أن عرفت مصر المسرح والسينما قبل عشرات السنين ، وهو ما نفخر به أمام الجميع ونسعد بالمواهب الجديدة التي تولد كل يوم في مصر.
قدم شكرى سرحان للسينما أكثر من 150 فيلما وكان أول أفلامه بعنوان "نادية" مع المخرج الكبير فطين عبد الوهاب عام 1949، ثم قدم أربعة أفلام مع نيازى مصطفى وحسين فوزي وحسن الإمام .. ثم اختاره المخرج يوسف شاهين لبطولة فيلم "ابن النيل" عام 1951 وكان شكرى سرحان يبلغ من العمر 26 عاما ، وحقق في الخمسينيات نجاحا باهرا في عدد من الأفلام الجماهيرية مثل "شباب امرأة" و"رد قلبي" و"امرأة في الطريق" و"الله معنا" و"درب المهابيل" و"الطريق المسدود" و"أنا حرة" .. وفي سنوات الستينيات استمر شكرى سرحان كواحد من نجوم جيله في أفلام "اللص والكلاب" و"السفيرة عزيزة" و "احنا التلامذة" و"المرأة المجهولة" و"قنديل أم هاشم" و"الزوجة الثانية" و"البوسطجي" و"المتمردون" وفى السبعينيات قدم "عودة الابن الضال" و"ليلة القبض على فاطمة" عام 1984.
ما حدث يجعلنا نعيد الحديث عن أهمية الوعى بالتاريخ لأن ضيوف البرامج يجب أن يكونوا على قدر من المعرفة بالتاريخ والماضي ، فالجاهل بالتاريخ غير مؤهل للحديث في أي شيء ويخرج علينا باراء خاطئة وهو معذور لأنه لا يملك المعرفة الكافية وتتحمل البرامج المسئولية كاملة عن مثل هذه المشاكل.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية
مشاركة
٠ إعجاب
حفظ
هل تريد إضافة تعليق ؟